وبعد، فقد اخترت هؤلاء الثمانية من كبار شعراء العراق على امتداد القرن العشرين، الكلاسيكيين منهم والحداثيين، لأنني أعرف ستة منهم معرفة شخصية منذ مطالع شبابي عندما كنت أقيم في العراق في أواخر أربعينات القرن الماضي لمتابعة دراستي في معاهده، ثمّ في زيارات متكررة له بعد عودتي منه في عام ١٩٤٩ . فقد مكّنتني تلك الظروف من معرفة هؤلاء الشعراء الستة ومعرفتي الدقيقة بشعرهم وبسيرهم. أما الشاعران الآخران جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي فقد قرأت في تلك الفترة بالذات من وجودي في العراق الكثير من أشعارهما وتابعت بعد ذلك التاريخ اهتمامي بسيرتيهما وبمواقفهما الأدبية والسياسية والفكرية.