لماذا يوجد من يقرر لي شكل وروح وطني؟ وكيف تأتت له السلطة التي تخوله لتجريدي منه لأن جَدّاً لي لا أعرفه – حدث أن سقط رأسه سهوا في موقع جغرافي بعيد؟ حين رسموا الحدود واقتطعوا البلاد وقرروا إسم الوطن الجديد وصفة المواطن الجديدة، حين قرروا أي جزء محددٍ من التأريخ سيعظم ويتبع، لأن الجزء الآخر منه يؤرخ للبلد المجاور. حين بلوروا المشاعر المثيرة للفخر وقولبوا أشكال الإنتماء لم يحدث أن سألوني، ولو فعلوا بالذات حين اقتطعتُ من جذري ورميت على قارعة غربة هائلة مجرداً من هويتي وعمري، لكنت كفرت بكل تأريخهم، حدودهم، فخرهم وانتماءاتهم الهشة فهؤلاء الجبابرة القساة أعملوا تماماً حقيقة أنني أنا الوطن بذاته ماشياً على قدمين تحملان عود مراهق نحيل في الثالثة عشرة اسمه لؤي مجيد حسين الصائغ، مواليد العام ١٩٦٧ الديانة مسلم، لون العينين نرجسي، لون الشعر أشقر، لون البشرة ابيض لولا أنها مالت إلى شيء من السمرة تحت أشعة شمس هذه الأرض التي تلهب كأنها دوماً على شفى بركان، تاركة بصمتها المميزة عليه.
يروي الكتاب علاقة امراة الرومانسية برجل عمره أربعة وعشرين عاما بينما هى في الرابعة والخمسين من عمرها وتفتتح كتابها بعبارة “أقصر القصص ليست بالضرورة الأكثر عبثًا” كما تقول أيضا “إذا لم أكتبها، فإن هذه القصص لم تصل إلى نهايتها، بل تم اختبارها فقط”، وهذه العلاقة التي استمرت لبضعة أشهر مع A كما أسمته كانت واحدة من تلك القصص التي ظلت تعمل لفترة طويلة على تسجيلها.
كتب آني إرنو عن هذا الشاب الذي عاشت معه في الأعوام 1994-1997 معتبرة أنه كان بالنسبة لها “بداية الزمن” مستعرضة ماضيه وواقعه حيث كان يدرس في روان، وكان فقيرا ، من خلفية الطبقة العاملة.
من نوافذ شقة الشاب الصغيرة ستتذكر المرأة البالغة من العمر أكثر من 50 عامًا عبر كتابها الكاشف ما جرى في مطلع شبابها حين تم نقلها عندما كانت هي نفسها طالبة إلى المستشفى بسبب نزيف عقب الإجهاض السري.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.