لا نعرف أنفسنا، نحن رجال المعرفة: مجهولون بالنسبة لأنفسنا؛ ولهذا الأمر أسبابه الوجيهة، لَمْ نبحث البتّة عن أنفسنا، فكيف سيكون بوسعنا إذاً أن نجد أنفسنا في يوم ما؟ …
لقد أصاب من قال: “حيث يكون كنزك ، هناك يكون قلبك أيضاً”؛ وكنزنا هناك حيث تكون قفائر نحل معرفتنا، وبوصفنا حيوانات مجنّحة وجمّاعات رحيق لعسل العقل، نحن في تنقّل دائم سعياً وراء ذلك، لا شيء يشغل قلبنا غير أمر واحد: أن “نعود بشيء” إلى البيت، أما ما عدا ذلك من مسائل الحياة، وما يُدعى “تجارب”، فمن منّا لديه ما يكفي من الإهتمام الجديّ، وما يكفي من الوقت لذلك؟…
وإني لأخشى أننا لم نكن نولي إهتماماً حقيقيّاً بهذه المسائل في يوم ما؛ فما كان لنا قلبٌ، ولا حتى أذنٌ لذلك!…
| عدد الصفحات | 232 |
|---|---|
| الكاتب | فريدريش نيتشة |
| ترجمة | علي مصباح |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2021 |







