بينما جلست هُناك أُطيل التّفكّر في العالم المجهول القديم، فكّرت في دهشة غاتسبي عندما التقطَ نظرُه لأوّل مرّةِ الضّوء الأخضر في نهاية الرَّصيف لمنزل ديزي. فقد قطع مسافةً طويلةً ليصلّ لهذا المرج الأزرق، ولا بدّ أنّ حُلمَه قد بدا قريبًا جدًا لدرجة أنَّه لن يخفق في الإمساك به، لكنّه لم يكن يعلم أنّ حُلمَه بات وراءه بالفعل، في تلك العِتمة الشّاسعة خارج المدينة، حيث تتموج حقول الجمهوريّة الحالكة تحت جُنح الليل.
آمن غاتسبي بالضّوء الأخضر، بالمستقبل المُشبع بالاحتمالات والوعود، الذي يتراجع أمامنا مُبتعدًا عامًا بعد عامٍ، ويتملّص منّا، لكن هذا لا يهمُّ… فغدًا سنجري أسرع، وسنمدّ أذرعنا أبعد لنطالَهُ ….
ثُمّ ذات صباح يومٍ جميلٍ… نُبحر في مراكبنًا عكس الثّيار عائدينَ إلى الماضي بلا توقّف.
| عدد الصفحات | 224 |
|---|---|
| الكاتب | فرانسيس سكوت فيتزجرالد |
| ترجمة | فاطِما خضر |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2025 |







