انتصاب أسود

غير بعيد عن رهانات الخطاب الروائي في إرجاع السلوك الإنساني إلى الجدل الأزلي بين الشهوة والإثم في عوالم الجسد والروحانيات؛ ثمة تشوق دائم إلى تملُّك الأجساد في رواية (إنتصاب أسود) للكاتب التونسي أيمن الدبوسي يتم التعبير عنها وفق معاني غامضة تتجه إلى تجسيدها كطقوس مثقلة بالإيحاء الحسي لأسطورة (آدم /

حواء) فتثبيت الفاعلين المركزيين (أيمن / تسنيم) على قاعدة التجاذب الجسدي الشاذ والملتبس، وإبراز التقابل بينهما على مستوى الحوار المفعم بالجرأة، خطاً أحمر نفذ إليه الروائي متخطياً (التابو) الإجتماعي؛ محرراً أبطاله من عقدهم، ليعيشوا حياة متفلتة، ربما يكون القصد منها هو تمثيل الصلة المعقدة بين ثنائيات (العقل / الغواية)، (السقوط الغريزي / السقوط الآدمي)، أو (التحكم / الخضوع) والذي ينعكس في الصور القصصية على أكثر من مستوى.

وبناءً عليه، يتم تظهير الرواية عبر وحدات سردية سبعة، في كل منها مغامرة جنسية، يجمع بينها بطل واحد، يروي على إمتداد سنتين نتفاً من سيرة الشبق الذي لا يرتوي عنده.

من أجواء الرواية نقرأ: “في البايليون تعرفتُ على تسنيم، أشهراً قليلة قبل إندلاع الثورة، كان باري المفضل في الربيع، وهناك التقيتها ذات مساء، في التيراس المكشوف، أذكر أني رأيتها هناك قبل ذلك أكثر من مرة، لكني لم انتبه إليها ابداً، ورغم أنه لم يكن لدي ذوق محدد في النساء، فإن تسنيم، لم أكون قاسياً معها، رغم أنها فارقت الحياة الآن…”.