وضعت رأسي على صدره، ورحت أسمع أنفاسه المضطربة. للحظات وأنا أنظر الى الالتماعات الضوئية، التي تلون جربان ماء ((الدانوب))، شعرت أن قلبه يخفق بارتباك وخوف المنتصرين. كنت نصره. كم هو فاتن ومثير أن يجرّد الإنسان من كيانه الحسّيّ ويغدو فكرة أو نغمة أو كلمة، أو يكون نصراً، حتّى لو كان نصراً في معركة خيالية! كنت أسير ملتصقة به وأنا أشعر شعوراً موسيقيا فريداً وملهماً : أنا لست فتاته، أنا لحن نصره الأنثوي الأعظم. على جسر ((ستشيني) ظللت أخفق في الربح حبّاً، كما تخفق أعلام النصر …
***
لا صنعاء ولا لندن، ولا أيّ مكان على الأرض يوازي عدن. أنا صَدَفة بحريّة، ولدت على شاطئ خليج عدن. وضعها كائن سحريّ على الرمال، وأمر أن تظلّ نائمة هناك، تدغدغها أمواج الشاطئ، جيئة وذهاباً الى أبد الآبدين.
تدمير عدن تدمير تامّ لي. كسر حدود عدن يعني استباحة محتملة، بل محتمة، لي. القبائل قادمة. قبائل الجنبيّة والقات. أنا متقرفصة في السرير المظلم، متقرفصة في رحم عدن. ماذا يرى الجنين في رحم أمّه؟
الوزن | 516 جرام |
---|---|
عدد الصفحات | 480 |
اسم الكاتب | سلام عبود |
سنة النشر | 2016 |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.