خلال تلك الأمسيات التي تدعى إليها أمي، عادة ما كنت أستسلم لهدهدة نفسي، في حال أشبه بالنعاس في الغرفة المجاورة على صوت ضجيج المحادثات التي أسمعها بأذن تبدو مشتتة، على الرغم من أنها في الواقع مرهفة للغاية. ذلك المساء حملت كتابا والتجأت بعد الطبق الرئيسي إلى صالون صغير يفضي إلى غرفة الطعام، حيث كانوا يقدمون الجبن في تتابع لا ينتهي من الأطباق بين فواصل لا تنتهي هي الأخرى). من هناك، وأنا منكبة على الصفحات التي أمست عسيرة على القراءة، كان من المستحيل أن أركز، وأنا أشعر في كل لحظة بأن نظرة (ج) – الجالس في الجانب الآخر من الغرفة – تداعب حدي بصوته الناعق، لا ذكوري ولا أنثوي، يتسلل إلي كسحر، كفتنة. كل تغير للنبرة، كل كلمة كأنها موجهة إلي هل أنا الوحيدة التي تلاحظ ذلك؟ – إن حضور هذا الرجل سماوي.