لقد كتبت غوتا أولاً الدفتر الكبير، ولم يكن في نيتها أن تكتب بعده أيّ رواية تمتّ له بصلة، لكنها وجدت نفسها منجرفة إلى كتابة “البرهان” التي فيها من الحبكة والأحداث والإشتغال الأسلوبي ما يكفي لإعتبارها إمتداداً لرواية الدفتر الكبير، ثم أتى الدور على الرواية / الكذبة الثالثة لتكمل تدفق النهر الذي نبع من مدينة كوزيرغ التشيكية (مدينة كا.).
لكن التتالي الموضوعيّ بين النصوص لا يفرض في الواقع أي تتالٍ منطقي بينها؛ إذ بإمكان القارئ أن يبدأ بأي نصٍّ شاء، وينخرط في لعبة زمنية تقوم على ترتيب الأحداث وإعادة تشكيل الوقائع.
فالبداية بهذا النص الذي بين يدي القارئ (أي البرهان) ممكنة، لأنه يملك ما يكفي من المقومات ليعتبر نصّاً تاماً لا يحتاج إلى نصوص مكمّلة، وبإمكان القارئ بعد قراءته العودة إلى النصّ الأول “الدفتر الكبير” كمن يعود من زمن الشباب إلى زمن الطفولة…
فالنصوص كلها تمثل وحدة عضوية تجعلها تبني فيما بنيها جسور الإحالة… إن الوحدة العضوية بين أعمال أغوتا كريستوف لا تتوقف عند حدود نصوص ثلاثية، وإنما كل أعمالها ترتبط فيما بينها ترابطاً حميماً، يجعل قراءة كل عمل تحيل بشكل أو بآخر على عمل آخر…
ولا ريب في أن القارئ الذي اطّلع على أعمال هذه الكاتبة المجرية سيكون قد لاحظ مدى الإرتباط الحميمي بين جميع كتابات آغوتا كريستوف وبين حياتها نفسها.
الوزن | 252 جرام |
---|---|
عدد الصفحات | 216 |
اسم الكاتب | أغوتا كريستوف |
سنة النشر | 2016 |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل |
المترجم | محمد آيت حنّا |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.