نحن لا ندخل في الحداثة كما ندخل في دين. نحن نخضع لها ونستطيع أن نسيطر على قانونها إلى أن نصبح من ناشريه. وتلك حالة الصين واليابان وبلدان خارج أوربا وديانات غير توحيدية. أما الإسلام فسيبتكر حداثة من نوع من المزج بين حداثة انتقائية وموروث منقح. وقد وقع انتقاد هذا التلقي المشوه لحداثة رهينة منافع. ونُسب فشل الحداثة في الاسلام الى هذا «البين بين»، بل رُدت إليه كل الويلات بدءا من البؤس الاجتماعي إلى العنف المزمن. ومع ذلك فإن هذا المزج ذاته ثبت نجاح قارة آسيا، حيث نكون يابانيين وحداثيين، صينيين وحداثيين، هندوسا وحداثيين. وبالفعل فكل حضارة، كما يقول كلود ليفي ستراوس في كتابه «العرق والتاريخ» تنشأ عبر «تركيب ثقافي» أثناء التفاعل مع حضارات أخرى، ويقول أيضا في موطن آخر» إن اختلاف الثقافات هو الذي يخصب التلاقي» حتى ولو أن «الفوائد التي تجنيها الثقافات من اللقاءات تتأتى، في أغلبها، من اختلافاتها النوعية إلا أنه أثناء هذه المبادلات، تتضاءل هذه الاختلافات حتى تزول».
| الوزن | 207 جرام |
|---|---|
| عدد الصفحات | 200 |
| الكاتب | حمادي الرّديسي |
| ترجمة | السيّد العلّاني |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2022 |







