يا أعزائي، استمعوا الآن إلى أوضاع المدينة حيث بعد أسبوع من الاستقبال العام في القصر الملكي المعروف بعالي قابو، انتشرت عند الفجر شائعة في المدينة تقول إن قبلة العالم وكل الوزراء والعسكر والحشم ونسوة الحرم قد هربوا ليلاً، وإن الدراويش سوف يستولون على سلطة، وينهبون المدينة ويعملون السيف في كل الناس، ويسفكون دماء الأطفال. فأخذ عصبة الرجال الذين كانوا عائدين من الحمام أو الجامع، أو الفضوليين الذين خرجوا في ذلك الفجر يبحثون عن أنباء جديدة عند بيوت الخالات والعمات والأصدقاء والمعارف، حين كانوا يلتقون معاً، ينقلون ظنونهم وتخميناتهم كأنباء موثوق بها، وكأنهم رأوها بأعينهم.
وكانت كل جماعة تعبر عن خوفها ورهبتها إزاء المستقبل أو الأمنيات التي كانوا يتمنونها في قلوبهم في صورة أنباء حسنة أو سيئة، مقبولة أو غير مقبولة، ويقومون بتوصيلها إلى أسماع الآخرين.
| عدد الصفحات | 200 |
|---|---|
| الكاتب | جلال آل أحمد |
| ترجمة | غسان حمدان |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2025 |







