الحد ليس كأننا خارج اللغة,بل هو خارجها, الحد مقدود من الرؤي و السماعات, غير اللغوية,لكنها واحدها اللغة هي التي تجعلها ممكنة,ثمة كذلك رسم و موسيقي خاصتان بالكتابة بصفتهما مفاغيل الوان و نغمات ترتفع فوق الكلمات, اننا نري و نسمع عبر الكلمات و من خلال بين الكلمات, لقد كان بيكيت ستكلم عن “حفر الثقوب” من أجل رؤية او سماع (ما هو كامن في الخلف ) ذلك ما يجب ان يقال عن كل كاتب اذ من لا يحسن الرؤية لا يحسن القول, انه رسام , انه موسيقار.
هذه الرّؤى وهذه السماعات ليست شأنا خاصًا، بل هي تُشكّل صُورَ تاريخ وجغرافيا يُعاد اختراعها باستمرار. وما يبتدعها إنّما هو الهذيان باعتباره مارًا يجعل الكلمات تناب داخل الكون كلّه. إنّها أحداث على تخوم اللّغة. لكن عندما ينحدر الهذيان إلى الحالة الإكلينيكية فإنّ الكلمات لم تعد تفضي إلى أيّ شيء، بحيث لم تعد نسمع ونرى أيّ شيء عبرها، باستلناء ليل فقدَ تاريخه وألوانه وأغانيه. فالأدب صحّة.
| عدد الصفحات | 272 |
|---|---|
| الكاتب | جيل دلوز |
| ترجمة | بشير البعزاوي |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2023 |







