أراد ابن الحجّاج أن يجعل من لهجة عصره البغداديَّة لغةً معياريَّة لشعريَّة السُّخف، وقد أفضى به ذلك إلى إنتاج أكبر موسوعةٍ للرَّقاعة في الأدب العربيّ، وربَّما في الأدب العالميّ برمَّتِهِ.

وفي هذا العمل جمع وتحقيق لديوان ابن الحجّاج من مختلف المخطوطات والأعمال القديمة، فضلاً عن دراسة مطوَّلة للخصائص اللُّغويَّة للَّهجة البغداديَّة حينئذٍ، والسِّمات الأدبيَّة التي تتَّصف بها شعريَّة السُّخف عند ابن الحجّاج، وكيفيَّة تحريك المنظور الفنّيّ، وجعْلِهِ وسيلة احتجاج للتَّعبير عن عبوديَّةٍ صَلِفةٍ، ترائي بأقصى مظاهر النَّبالة الاحتفاليَّة الوضيعة. ومن خلال هذه المراءاة بالازدواجيَّة، كان يحتجّ على ملحمة الضّياع الجرّار الذي كان يعيثُ في مجتمعِهِ وبيئتِهِ .