في البراري المؤثثة بالسماء والتراب حيث يتلاشى كل شيء، وجده، منذ طفولته، استهوته البيوت المهجورة الخربة، لم يجرؤ على دخولها وحيداً دون رفقة، لكنه الليلة دخل المنزل الذي بلا سقف فالخوف إحساس يتعلق بالجسد ..
والحلم انطلاقة روح، وهو يخطو فكر بالناس الذي سكنوه، ورسم ملامحهم، ثم تمددت الفكرة على العقل ورآهم، انفصل عن جسده، وتبع الطفل الذي خرج من إحدى الغرف ودخل أخرى، كانت هناك ترضع برعماً وردياً وحين رفعت رأسها عن رضيعها وجدت كمن رأته، ذابت في حجر الجدار، انتهى الحلم، لم يصحُ لكن الحلم انتهى كشريط فيلم قديم، انتهى، غاب البيت وبقي هو معلقاً في الفراغ المغبش. وعندما أدرك الصحو شعر بالسعادة والإمتلاء، لقد حصل أخيراً على ملكه الخاص.