لا أرغبُ في الكتابة إلاّ وأنا في وضعٍ قابلٍ للإنفجار، فريسة الإنفعال أو الإنقباض، في ذهولٍ مُتَحوِّلٍ إلى هيجان، في جَوِّ انتقامٍ تحُلُّ فيه الشتائمُ محَلِّ الصفعات واللكمات.
يبدأ الأمر عادةً هكذا: رجفةٌ خفيفةٌ لا تلبثُ أنْ تشتدّ شيئاً فشيئاً، مثلما هو الشأنُ بعد شتيمةٍ تلقّيناها دون أن نُرُدَّ عليها.
العبارةُ تُساوِي الردَّ المتأخَر أو الإعتداء المُرجَأ، أكتُبُ كي لا أقع في ردِّ الفعلِ المُباشر وكي أتجنَّبَ أزمة؛ العبارةُ تنفيس، ثأرُ غير مباشر يحقّقه من لا يستطيع أن يصبرَ على إهانة وليس له غير الكلام كي ينتفض على أشباهه وعلى نفسه.
غسق الأوثان بقلم فريدريش نيتشه … الرجال الذين سيولدون بعد الممات -أنا على سبيل المثال- سيسوء فهمهم أكثر من المطابقين لعصرهم، لكنه سيُستمع إليهم بصفة أفضل. […]