في بعض الأحيان، ينتابنا الشعور (بأننا قد عشنا هذه اللحظة بالفعل). ومؤيدو العود الأبدي يُقْسِمون لنا أنّ الأمر كذلك ويبحثون عن دعم لعقيدتهم في حالات الحيرة تلك. لقد نسوا أن التذكر يستلزم شيئاً جديداً، وهو إبطال أطروحتهم، وأن الزمن سيكملها حتى الدورة البعيدة التي يتنبأ فيها الفرد الآن بمصيره ويفضل أن بتصرف بشكل مختلف… علاوةً على ذلك، لم يتحدث نيتشه أبدًا عن تأكيد تذكّر العودة.

كما أنه لم يتحدث – وهذا أمر يستحق تسليط الضوء عليه أيضًا – عن محدودية الذرات. نيتشه ينكر الذرات. بدا له أنّ النظرية الذرية ليست أكثر من مجرد نموذج للعالم، مصمم حصريًا للعيون وللفهم الحسابي… ولدعم أطروحته، تحدث عن قوة محدودة، تتكشف في وقت لا نهائي، ولكنها غير قادرة على عدد غير محدود من التغيرات. لم يكن تصرفه خاليًا من الخيانة: فقد حذرنا أولاً من فكرة القوة اللانهائية – (احذروا مثل هذا الإفراط في التفكير!)