ليس النقد هو العلم، فهذا يعالج المعاني والآخر ينتجها، والنقد يحتلّ مكاناً وسطاً بين العلم والقراءة. إنه يعطي لغة للكلام الخالص الذي يقرأ، كما يعطي كلاماً (بين أشياء آخر) للغة الأسطورة التي صيغ منها الأثر الأدبي، والتي يتناولها العلم. إن علاقة النقد بالأثر الأدبي هي علاقة معنى بشكل، فالناقد لا يمكن أن يدّعي “ترجمة” الأثر، خاصة بوضوح أكبر، نظراً لأنه ليس هناك ما هو أوضح منه، ما يستطيعه هو أن “يولد” معنى معيناً، مشتقاً إيَّاه من شكل الأثر الأدبي.
إن الناقد يضاعف المعاني ويجعل لغة ثانية تطفو فوق اللغة الأولى للأثر، أي أنه يُنتج تلاحماً للعلامات. بصفة عامة يتعلق الأمر بنوع من التزييغ ما دام من الواضح أن الأثر الأدبي، من جهة، لا يرتضي مطلقاً الخضوع لإنعكاس محض (فهو ليس شيئاً مِزاوياً مثل تفاحة أو علبة).
| عدد الصفحات | 104 |
|---|---|
| الكاتب | رولان بارت |
| ترجمة و تقديم | إبراهيم الخطيب |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2021 |








المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.