هذه ليست مجرد محاكاة فنطازية أسقطها الكاتب على الوضع العراقي، بل هي “أنا” الراوي المشطور التي أغفلها كالفينو في روايته، واستدعاها الكاتب هنا ليروي من خلالها، باللا منطقي واللامعقول، قصة الواقع العراقي بعد 2003، بطريقة لا تخلو من السخرية والتهكم والدعابة المريرة، الإثارة، العبثية في الأدب، والتنويع الفنطازي على ثيمة التاريخ بحسب ميلان كونديرا.
التاريخ القريب الذي يبدو حتى الآن، بسبب صعوبة هضمه، مثل سمكة نيئة في الحلق، محاولاً بذلك الكشف، بأسلوب السرد الغرائبي، عن حقائق معينة بقضايا أساسية، سياسية وإجتماعية وثقافية وإقتصادية، ما تزال غائبة عن الإعلام المرئي والمسموع، ذلك أن مثل هذه الحقائق لا يمكن أن تقولها سوى الرواية.
يروي الكتاب علاقة امراة الرومانسية برجل عمره أربعة وعشرين عاما بينما هى في الرابعة والخمسين من عمرها وتفتتح كتابها بعبارة “أقصر القصص ليست بالضرورة الأكثر عبثًا” كما تقول أيضا “إذا لم أكتبها، فإن هذه القصص لم تصل إلى نهايتها، بل تم اختبارها فقط”، وهذه العلاقة التي استمرت لبضعة أشهر مع A كما أسمته كانت واحدة من تلك القصص التي ظلت تعمل لفترة طويلة على تسجيلها.
كتب آني إرنو عن هذا الشاب الذي عاشت معه في الأعوام 1994-1997 معتبرة أنه كان بالنسبة لها “بداية الزمن” مستعرضة ماضيه وواقعه حيث كان يدرس في روان، وكان فقيرا ، من خلفية الطبقة العاملة.
من نوافذ شقة الشاب الصغيرة ستتذكر المرأة البالغة من العمر أكثر من 50 عامًا عبر كتابها الكاشف ما جرى في مطلع شبابها حين تم نقلها عندما كانت هي نفسها طالبة إلى المستشفى بسبب نزيف عقب الإجهاض السري.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.