نتطلع من خلال سرد الأيام الأخيرة من حياة محمّد، إلى اقتلاع الرجل من الأسطورة الملحميّة – الدينيّة التي طُمِرَ تحتها وإرجاعه إلى التاريخ، أي إلى (الزمن البشري)، كما يقول المستشرق جاك بيرك. ولا بد من القول في هذا الصدد إن هذا النهج قد فرض نفسه علينا لبداهته؛ إذ، وبناء على ما أشار إليه إرنست رينان، كان محمّد ((شخصيّةً تاريخيّةً حقًّا)). ولنذكّر القارئ بأن التّبيّ عاصر كلا من فلافيوس أغسطس هرقل، إمبراطور بيزنطيّة، وداجوبيرت الأول، ملك الفَرَنْج، والبابا بونيفاس الخام. غير أننا نتبيّن أن الجذور التاريخيّة للإسلام ماضية في الغوص في رمال الدوغماتيّة المتحرّكة. فعلى مَمَرّ القرون، بدا أن انغلاق الإسلام على نفسه في ((تمثل مطلق»، هو السبب اليوم في رفض [هذا الدين] (لتَوافَق مَنْطِقِه مع زمن الآخرين)»، وذلك بناء على ما تشير إليه المؤرّخة جاكلين شابّي.
ولمَا كانوا يرفِضون النظر إلى أنفسهم إلا في المرآة المُجَمِّلة التي تقدّمها لهم مصادرهم، يعتقد المسلمون بقدرتهم على اختزال تاريخهم بل ومستقبلهم في وهم الأزليّة والمعصوميّة.
| عدد الصفحات | 424 |
|---|---|
| الكاتب | هالة الوردي |
| ترجمة | نضال حمدان |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2025 |







