
فاضل العزاوي
أغسطس 23, 2025
غونتر غراس
أغسطس 23, 2025وُلد بودلير في باريس عام 1821، وفقد والده وهو طفل صغير، الأمر الذي أثّر في شخصيته ونظرته القلقة إلى العالم. دخل عالم الأدب مبكرًا، وبدأ يكتب الشعر والمقالات النقدية، كما اهتم بالفنون التشكيلية والموسيقى. عاش حياة متقلّبة تخللتها أزمات مادية ونفسية، انعكست بوضوح في نصوصه.
يُعتبر بودلير أبًا روحيًا للمدرسة الرمزية، ومصدر إلهام لكثير من الشعراء مثل آرثر رامبو وستيفان مالارميه. كما أثّر في الأدب العالمي، حيث ترك بصمته على الشعر الإنجليزي والألماني والعربي أيضًا. في العالم العربي، وجد صدىً واسعًا في القرن العشرين، خاصة لدى شعراء الحداثة الذين رأوا فيه نموذجًا للتمرد والتجديد.
عام 1857 أصدر ديوانه الأشهر “أزهار الشر” الذي أحدث صدمة كبرى في الأوساط الأدبية والدينية في فرنسا، إذ تناول موضوعات اعتُبرت “محرّمة” مثل الموت، الخطيئة، الرغبة، والانحطاط الأخلاقي. وُجّهت إليه تهم “الإساءة إلى الأخلاق العامة”، وحُكم عليه بحذف بعض القصائد من الديوان. مع ذلك، أصبح هذا العمل حجر الأساس للشعر الحديث، إذ مثّل انتقالًا من الشعر الكلاسيكي إلى شعر يعبّر عن قلق الإنسان في المدينة الحديثة، وعن صراعه بين السمو الروحي والسقوط في الملذات.
توفي بودلير عام 1867 بعد صراع مع المرض والفقر، لكنه ترك إرثًا أدبيًا كبيرًا جعله أحد أهمّ الشعراء في تاريخ الأدب العالمي. ما يزال يُقرأ اليوم بوصفه شاعرًا كشف تناقضات الروح الإنسانية، وساهم في فتح باب الشعر على موضوعات وتجارب كانت محظورة من قبل. باختصار، يمثل شارل بودلير نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ الشعر، إذ أرسى أسس الحداثة الأدبية، وفتح أمام الأجيال اللاحقة فضاءات جديدة للتجريب والتعبير عن قلق الإنسان الحديث.




