
جوزيه ر. دوس سانتوس
أغسطس 20, 2025
حسين الموزاني
أغسطس 20, 2025يُعد صادق هدايت (1903 – 1951) واحداً من أهم الأدباء الإيرانيين في القرن العشرين، بل ويُعتبر رائداً في إدخال الحداثة إلى الأدب الفارسي. وُلد هدايت في أسرة أرستقراطية بطهران عام 1903، وأرسل في بعثة دراسية إلى فرنسا، حيث تعرّف على الأدب الغربي والفلسفات الأوروبية، خاصة الفكر الوجودي والتشاؤمي. هذا الاطلاع ترك أثراً كبيراً على كتاباته لاحقاً، التي امتلأت بالأسئلة حول الموت، العدم، والوحدة.
يمتاز أدب هدايت بالتركيز على العزلة، الموت، والاغتراب، وهي موضوعات جعلته قريباً من التيارات الفلسفية الأوروبية المعاصرة له. كان يرى أن الإنسان كائن تائه يبحث عن معنى لحياته، لكنه لا يجد سوى العبث والفراغ. هذه الرؤية جعلت البعض يصفه بـ”كاتب القلق الوجودي الإيراني”
أشهر أعمال هدايت هي رواية “البومة العمياء”، التي تُعتبر علامة فارقة في الأدب الإيراني الحديث. الرواية مشبعة بالرموز، وتعكس أجواء القلق النفسي والبحث عن معنى في عالم مليء بالظلال. وقد أثارت هذه الرواية جدلاً كبيراً بسبب نزعتها التشاؤمية، لكنها في الوقت نفسه كرّست هدايت ككاتب عالمي الطابع. انتهت حياة صادق هدايت بشكل مأساوي، إذ أقدم على الانتحار في باريس عام 1951. ورغم رحيله المبكر، فقد ترك أثراً عميقاً في الأدب الإيراني والعالمي. وما زالت أعماله تُقرأ وتُترجم، ويُنظر إليه كرمز للحداثة الأدبية وصوت لمن لا صوت لهم في المجتمع.




