إن كتابي هذا (تقرير إلى غريكو) ليس سيرة ذاتية، فأنا أعتبر أن لحياتي الشخصية قيمة كبيرة، وليس لأي شخص آخر. فالقيمة الوحيدة التي أقرّ بها تكمن في الجهد الذي أبذله للصعود درجة بعد أخرى، لبلوغ أعلى قمة يمكن أن تحققها قوّتها وإصرارها، القمة التي أطلقت عليها جُزافاً اسم (النظرة الكريتية).
لذلك، ستجد أيها القارئ في صفحات هذا الكتاب الدرب الأحمر الذي صنعتْهُ قطراتُ دمي، الدرب الذي بسم رحلتي بين الناس والعواطف والأفكار. فكلّ إنسان بستحق أن يُدعى ابن الإنسان، يحمل صليبه ويصعد إلى الجلجلة. ويصعد أناس كثيرون، لا بل معظم الناس، إلى الدرجة الأولى أو الثانية، لكنهم سرعان ما ينهارون وهم يلهثون في منتصف الرحلة، ولا يصلون إلى قمة الجلجلة، أي قمة واجبهم، وهو أن يُصلبوا، ثم يقوموا من الموت، وينقذوا أرواحهم. لكنهم يخافون من أن يصلبوا فتضعف قلوبهم. وهم لا يعرفون أن الصليب هو الدرب الوحيد المؤدي إلى الانبعاث من الموت. لا يوجد درب آخر.
| عدد الصفحات | 672 |
|---|---|
| الكاتب | نيكوس كازانتزاكيس |
| ترجمة | خالد الجبيلي |
| الطبعة | 1 |
| اسم دار النشر | منشورات الجمل |
| سنة النشر | 2025 |







