
حسين الموزاني
أغسطس 20, 2025
فاضل العزاوي
أغسطس 23, 2025وُلد ريلكه في مدينة براغ التي كانت آنذاك جزءاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية. منذ طفولته أظهر ميلاً للأدب والفن، وسرعان ما انخرط في الحياة الثقافية الأوروبية متنقلاً بين براغ، ميونخ، باريس، وروسيا. هذا الترحال أتاح له الاطلاع على تيارات فكرية وفنية مختلفة أثرت في تجربته الشعرية. و هو واحد من أعظم شعراء القرن العشرين في أوروبا، ومن أبرز الأصوات الشعرية التي عبّرت عن القلق الإنساني والبحث عن المعنى. تميز شعره بلغة رقيقة عميقة تستبطن الروح البشرية، وتُضيء جوانبها المظلمة والمشرقة في آن واحد.
كان ريلكه يرى أن الشعر ليس مجرد زخرفة لغوية، بل رسالة روحية تسعى لفهم جوهر الوجود. ركّز على تجربة الفرد في مواجهة الموت والزمن، لكنه في الوقت نفسه لم يغفل عن جماليات الحب والفن كوسيلتين لمقاومة العدم. لذلك يوصف شعره بأنه تأمل وجودي عميق يوازن بين الألم والجمال. أثر ريلكه في أجيال من الشعراء والكتّاب حول العالم. تُرجمت أعماله إلى عشرات اللغات، وأصبح اسمه رمزاً للشعر الذي يخاطب الروح مباشرة. ما يميز إرثه أنه لا يزال معاصراً، فأسئلته حول الموت، الحب، والوجود لم تفقد أهميتها رغم مرور قرن على رحيله.
من أبرز أعمال ريلكه “مراثي دوينو” و“سونيتات إلى أورفيوس”، وهما عملان شعريان يبلغان ذروة النضج الفني والروحي. تناول فيهما موضوعات مثل الموت، الحب، الوحدة، والعلاقة بين الإنسان والوجود. كما كتب رواية وحيدة بعنوان “دفاتر مالته لوريدس بريغه” التي تُعد من النصوص الكلاسيكية في الأدب الحديث، وتمزج بين السيرة الذاتية والتأملات الفلسفية.




