وُلِد إميل ميهاي سيوران في الثامن أبريل لعام 1911 في ريسينار (رومانيا)، وكانت آنذاك تابعة للإمبراطورية النمساوية المجرية، ولد لعائلة مسيحية أرثوذكسية، وكان والده إميليان سيوران يعمل قسيسًا، وكانت والدته إلفيرا كومانيسيو ربة منزل.
كان للتشاؤم واليأس جذور عميقة في مرحلة الطفولة، حيث كان يحب المقبرة ويصادق القبور ويلعب كرة القدم بالجماحم.
حصل سيوران على جائزة الكتاب الشباب للمؤسسة الملكية لعام 1934 عن كتابه الأول بعنوان On The Heights of Despair “على مرتفعات اليأس “،حيث تشارك الجائزة مع صديقه يوجين أونيسكو.
تأثر سيوران بالفلاسفة الألمان أمثال شوبنهاور ونيتشه وبعض الكتاب الروس مثل تشيخوف، روزانوف ودوستوفيسكي، والشاعر الروماني أمينيسكو، حيث كتب سيوران تأملات غنائية التي كانت في الغالب تميل في طبيعتها إلى الميتافيزيقية، والتي تتطرق في مواضيعها المتكررة إلى الموت واليأس والعزلة والتاريخ والموسيقى والقديسين والصوفيين ومثال على ذلك “الدموع والقديسين” Tears and Saints عام 1937.
كما كانت مواضيعه ذاتها تتكرر في أعماله المكتوبة بالفرنسية، مثل كتابه المثير للجدل The Transfiguration of Romania ” المياه كلها بلون الغرق “عام 1937. سيوران الذي كان في ذلك الوقت قريب من أفكار الفاشية الرومانية، انتقد بعنف بلاده ومواطنيه بسبب التباين الكبير بين بلده والأمم العظيمة بنظره مثل فرنسا وألمانيا التي حررت نفسها وحددت مستقبلها.