
سيف الرحبي
أغسطس 23, 2025وُلدت كريستا فولف في مدينة لاندسبرغ آن دير فارته (التي أصبحت اليوم ضمن بولندا) عام 1929. عاشت طفولتها في ظل النازية والحرب، وهي تجارب تركت بصمة قوية على وعيها وأدبها لاحقاً. بعد الحرب انتقلت مع عائلتها إلى ألمانيا الشرقية، حيث درست الأدب في جامعة لايبزيغ، وبدأت مسيرتها الأدبية متأثرة بالواقعية الاشتراكية، قبل أن تتطور لغتها النقدية الخاصة.
لم تكن كريستا فولف مجرد روائية، بل مثقفة ملتزمة. فقد واجهت بصراحة أسئلة الضمير الفردي والجماعي، وانتقدت التبسيط الأيديولوجي في ألمانيا الشرقية، وفي الوقت ذاته رفضت الاحتفاء السريع بسقوطها من دون مساءلة تاريخية. وقد أثارت جدلاً بعد الكشف عن تعاونها لفترة قصيرة مع جهاز أمن الدولة (الشتازي) في شبابها، لكنها اعترفت بأخطائها بشجاعة، وظلت تدافع عن ضرورة الوعي النقدي بالتاريخ.
أصدرت فولف العديد من الروايات والمقالات التي شكّلت علامات بارزة في الأدب الألماني، ومن أهمها: انقسام السماء ، نموذج للأطفال ، و كاساندرا .
تُعد فولف رمزاً أدبياً بارزاً في ألمانيا وأوروبا، إذ أسهمت في إثراء الأدب النسوي والنقدي، وفتحت آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين الفرد والسلطة، وبين الماضي والذاكرة. ولا تزال أعمالها تُقرأ اليوم باعتبارها شهادات حيّة على قرن ألماني مثقل بالصراعات والتقسيم.




