
نعيم قطان
أغسطس 23, 2025
سيف الرحبي
أغسطس 23, 2025وُلد بسام حجّار في مدينة صور الجنوبية عام 1955، ونشأ في بيئة غنية بالتحولات السياسية والاجتماعية. درس الفلسفة في الجامعة اللبنانية، ما منح نصوصه أفقًا تأمليًا عميقًا. منذ بداياته الشعرية في سبعينيات القرن الماضي، ظهر صوتُه مختلفًا: هادئًا، حميمًا، بعيدًا عن الخطابية والضجيج السياسي الذي كان يطبع الكثير من الشعر العربي في تلك المرحلة، و يُعَدّ واحدًا من أبرز الشعراء اللبنانيين الذين طبعوا الشعر العربي الحديث بطابع خاص، يقوم على الهمس والحميمية والبحث العميق في الذات. كان شاعرًا ومترجمًا وصحافيًا، وترك أثرًا متفردًا في مسار القصيدة العربية المعاصرة. إلى جانب الشعر، كتب حجّار أيضًا في النقد والترجمة، حيث نقل إلى العربية أعمالًا لكبار الفلاسفة والكتّاب مثل جورج باطاي ورولان بارت، ما يعكس عمق ثقافته وانفتاحه على الفكر الغربي.
ترك بسام حجّار إرثًا شعريًا ثريًا على الرغم من رحيله المبكر عام 2009 بعد صراع مع المرض. تميّزت تجربته بقدرتها على تجديد القصيدة العربية من الداخل، بعيدًا عن الصخب، عبر لغة رقيقة وشفافة، لكنها عميقة ومشحونة بالأسئلة. وقد رأى فيه النقاد صوتًا مميزًا ضمن جيل الثمانينيات وما بعده، جيلٍ حاول أن يجد للشعر العربي فضاءً أكثر حميمية وإنسانية




