المقصود بالحسبة عند الفقهاء المسلمين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا واجب كل مسلم. ولذا ترجع بداية وظيفة المحتسب إلى قيام الدولة الاسلامية، وقد تولاها الخلفاء أنفسهم أو أنابوا عنهم من يتولاها كيما يتحققوا من تنفيذ القانون. وكتاب (نهاية الرتبة في طلب الحسبة) لمؤلفه “عبد الرحمن بن نصرا الشيرزي” نبع من منابع التعريف بأحوال المجتمع الاسلامي عامة –والشرق الأدنى خاصة- في العصور الوسطى، يحيل إلى التاريخ الاجتماعي للناس في القرن السادس الهجري وهو عصر إحياء السَنة بامتياز يسلط الضوء على الحياة اليومية للناس ويبين ما ينبغي للمحتسب أن يتحلى به من الصفات، أو يقوم عليه من مراقبة السوقة والأسواق؛ وما كان يقوم به أصحاب الحرف والصناعات من أنواع الغش في مبيعاتهم ومعاملاتهم، مما ينبئ ببعض أحوال التجارة والتجار يضاف إلى ذلك ما بالكتاب من الحقائق لكاشفة عن كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية في القرن الثاني عشر الميلادي، كاستخدام النساء في تنظيف القطن والكتان على أبواب الحوانيت بالطريق العام، وشغف نساء بغداد بالأخفاق التي تصرَ عند المشي لاجتذاب الأنظار. إلى غير ذلك من الأخبار الطريفة، مثل أخبار قلائي السمك وصنَاع الزلابية، وحيل الجرائحية والكحَالين… على أن المزية الكبرى لهذا الكتاب، هي ما فيه من أخبار عن حقيقة النظم الاسلامية وخصائص المجتمع الاسلامي، فمنصب الحسبة هو منصب قام بمصر أيضاً قياماً متصلاً منذ العصور الوسطى إلى زمن محمد علي الكبير –قد هيمن متولَيه على أكثر من أربعين ناحية من نواحي الحياة اليومية- بحيث شملت ولايته “أن يتردد إلى مجالس القضاة والحكام، ويمنعهم من الجلوس في الجامع والمسجد للحكم بين الناس” وأن “يقصد مجالس الأمراء والولاة، ويأمرهم بالمعروف، ينهاهم عن المنكر، ويعظمهم ويذكرهم، ويأمرهم بالشفقة على الرعية”؛ فضلاً عن مراقبة الخبازين والأساكفة، والأطباء وختى السقائين، والغسالين.
هذا، وقد جعل مؤلف الحسبة كتابه في (اربعين باباً)؛ نذكر منها: فيما يجب على المحتسب من شروط الحسبة ولزوم مستحباتها، في النظر في الأسواق والطرقات، في الحسبة على أهل الذمة، في الحسبة على الصياريف… الخ.
الوزن | 302 جرام |
---|---|
اسم المؤلف | عبد الرحمن بن نصر الشيزري |
عدد الصفحات | 256 |
الطبعة | 1 |
سنة النشر | 2014 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.