Shop

  • لقد صار من البين بنفسه أنَّه لم يعد شيءَ فيما يتعلّق بالفن، بيّنا بنفسه وبديهيا، لا الفنّ في حذّ ذاته، ولا علاقته بالكل، ولا حتّى حقّه في الوجود… وذلك أنّ الحريّة المطلقة في الفنّ التي تبقى حرّيةً في ما هو جزئيّ، إنّما تتناقض مع الوضع الدائم لانعدام الحرية ضمن الكلّ. في هذا الكلّ بات حيّز الفنّ غيرُ موثوق منه…
  • … يظهر عوز الاستطيقا بكيفية محايثة في أنَها لا يمكن أن تؤسّس لا من فوق ولا من تحت؛ لا بالمفاهيم ولا بالتجرُبة غير المفهومية… ولا تكمُن مهمّة فلسفة الفن في حجب عدم قابلية الفهم بالتمادي والإفراط في التفسير كما فعلت الفلسفة التأمليةُ على نحو يكاد يكون محتوما، بل في تفهّم عدم قابليّة الفهم في حدّ ذانها. إذ أنّ عدم قابلية الفهم هذه تصونُ طابعُ الشيء بذاته، وهي وحدها ما يدفع عن فلسفة الفنّ تعنيف الفنّ… بين سالبيّة المغزى الميتافيزيقيّ وحجّب المغزى الاستطيقيّ، هنالك علاقةً بعينها، وليس ثمة تطابق. إذْ أنّ السلب الميتافيزيقي لم يعد يترك مجالا لأيّ شكل استطيقيّ سيُفضي من نفسه، إلى إثبات مينافيزيقيّ، ولكنّ ذا السلب يمكن مع ذلك أن يصير مغزى استطيقيًا، من حيث يمكن أن يعيّن الشكل.
  • … يريد الفنُ ما لم يكن بعد، لكن كلّ ما يكونُه الفنْ قد كان فعلا. وليس بمقدور الفنّ أن يتعدّى ظلّ ما كان. لكنّ ما لم يكَ بعدُ، إنَّما هو العيّنيُّ…
    لكن بما أنّ الفن يغطي بالأسود يوطوبياه، ما هو ليس كائنا بعدُ، فإنّه يبقى عبر توسيطاته جميعا، ذكرى، ذكرى للممكن ضد الفعلي الذي كان قد قمعه وكبته، شيئا من قبيل الاستدراك أو الاستصلاح الخيالي للكارثة التي هي تاريخ العالم، حرّيّةً لم توجد ضمن طوق الضرورة وليس مؤكدا بالمرّة أنها يمكن أن توجد. في ميل سلبية الفن المتوتر إلى الكارثة الدائمة، إنّما تقترن هذه السلبية بالمشاركة في الظلمات…
الوزن 867 جرام
عدد الصفحات

599

الكاتب

تيودور ف. أدُرنُو

المترجم

ناجي العونلّي

الطبعة

1

اسم دار النشر

منشورات الجمل

سنة النشر

2017

نظريّةٌ استِطيقيّة
This website uses cookies to improve your experience. By using this website you agree to our Data Protection Policy.
Read more