Shop

“نافخ الزجاج الأعمى.. أيامه وأعماله” قصائد منمنمة كمن يكتب وجدانيات حملت أفكاراً قلقة، ورؤى تكشف متاهة الأحلام، أحلام البسطاء وأوجاعهم، بأسلوب رمزي مكثف لشاعر يريد إخراج إنسان زمنه من قمقم الهشاشة، وأن يقيه خطر التجوف والتسطيح واللا معنى، وأن ينجو من الإندثار والتبخر، فكان شاعرنا عمل مشروعاً لإنقاذ العالم من موته البطيئ ويسعى لإعادة صوغه من جديد.
في النص الأول “نافخ الزجاج” تريد الطفلة أن تعرف كيف يكتب أبوها الأعمى، فيجيبها “.. أنظر في نفسي طويلاً إلى أن أرى ثقباُ في الصفحة، أضع على الثقب كلمة.. أنفخ في الكلمة كي تكبر قليلاً. هكذا أحصل أحياناً على قصيدة..”. وهكذا نجد أن الشعر عند نافخ الزجاج يتخطى الإلتزام بذات صاحبه وشؤونها وشجونها، ليجتاز “الأنا”داخلاً دائرة الـ “نحن” بكل ما فيها من قضايا فكان الشعر عنده خشبة خلاص إلى عالم أفضل.
ولا يكتفي الشاعر بأحلام الضعفاء بل يتخطى بتجربته مآسٍ إنسانية كبرى تتعدد مكاناً وزماناً وشعوباً فتكثر مفردات مثل “بابل، ناغازاكي، ساقية سيدي يوسف، سارا ييفو، شاتيلا، راوندا، أبو غريب، غوانتا نامو، قانا” ومن خلال هذا الحشد لمفردات أمست رموزاً لجرائم العصر يرتدي النص طابعاً شمولياً معتبراً الظالم واحداً أياً كان وأينما كان والمظلوم كذلك. في نص بعنوان [ناي أماديوس] يقول: في الحرب القادمة (اسمع طبولها تقرع وراء سياج الحديقة) “ستعري الأرض زنذيها لنرعى/ حنطة الحب وخيبزا الأماني/ وستغدو خوذة الجندي عشاً/ وعصا الشرطي قوساً للكمان/ وليكن ذلك في غير مكاني/ وليكن ذلك في غير زماني…”.
من عناوين الديوان نذكر: “نافخ الزجاج (حركة أولى)”، “كتف الأشياء” ، “طير الليل”، “أغنية صليحة”، “تراكي”.

الوزن 262 جرام
اسم المؤلف

ادم فتحي

عدد الصفحات

216

سنة النشر

2011

الطبعة

1

اسم دار النشر

الجمل

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “نافخ الزجاج الاعمى”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نافخ الزجاج الاعمى
This website uses cookies to improve your experience. By using this website you agree to our Data Protection Policy.
Read more