مهد البشرية, الحياة في شرق كردستان

يشكل هذا الكتاب قراءة المستشرقين الأجانب للأوضاع السياسية التي سادت في الشرق الأوسط في النصف الأول من القرن العشرين، ولا سيما منطقة (شرق كردستان) وفيه يسلط الكاتبان الضوء على أوضاع الكرد في المنطقة (منبتاً وتاريخاً وحضارة وخلقاً وفكراً) ويعترفان له بحقوقه المشروعة ورسالته، حتى أنهما وجدا في الشعب الكردي وأثوري حكاري على سبيل المثال تشابه كثير جداً بشعبهم الإسكتلندي القبائلي في القرون الوسطى من ناحية المقايسات الظريفة والحكايات والنوادر وما شابه…

أما خير من يصور الأحداث التاريخية والإجتماعية في تلك الحقبة من الزمن وهدف الكتاب فهو مترجم العمل “جرجيس فتح الله” فيقول: “كانت الدول المسيطرة على هذه المنطقة أيام تأليف الكتاب غير الدول التي تحكمها اليوم.

لقد دالت الدولة العثمانية بسلاطينها ودالت الدولة الإيرانية بقارجارييها وإمبراطورية روسيا بقياصرتها وتخلص العراق من النفوذ الإنكليزي وإحتلاله.

وهذا الكتاب أصلاً يروي قصة مآسي الشعوب والطوائف التي كانت تعاني من نفوذ هذه الدول في الشرق الأوسط وفي مقدمتها الكرد والعرب والأرمن والأثوريون… كيف كانت أطماع تلك الدول تعبث بمقدرات هذا الشعب الأمي يرويها لاهوتي اسكتلدني مثقف للغاية وأديب سياسي قدم مع الأول في زيارة…”.

“مهد البشرية” كتاب غني بمعلوماته (الجغرافية – التاريخية – الإجتماعية) يندرج بصورة ما تحت مسمى أدب الرحلة، يتمتع بمعلومات وحقائق من مشاهدات حية، مما يجعل قراءته، غنية، ممتعة ومسلية…