كنوز وبار

في كتابه هذا يكتشف “سعيد الغانمي”الملحمة العربية الضائعة ويعيدها إلى الساحة الأدبية لنكتشف معه سر “ينابيع اللغة الأولى” التي قدمت فرضية نظرية حول تكوين الملاحم القديمة، مثل ملحمة “جلجامش” و “الألياذة” و “الأوديسة” للشاعر الإغريقي “هوميرس” وخلاصة هذه الملاحم “أنها تتكون من وحدات أساسية تشكل الملحمة، وتركز هذه الوحدات التكوينية للملحمة حول موضوعات بعينها مثل ثيمة اختطاف حسناء، والإجتماع في وليمة، وهبوط حيوان مقدس، وغزو مدينة، والبحث عن فردوس مفقود “.

يضم الكتاب بقسميه نصوص نثرية تحفر في الأدب العربي القديم، فتولد معه حكايات تتسم بوحدة الزمان والمكان الأمر الذي يجعل من جميع هذه الحكايات حكاية واحدة طويلة تدافع عن حقبة تأسيسية.

ومن [قبلة لقمان] نقتطف هذه الثيمة: “لم تكن ثمّة سفينة قادمة ليراها لقمان، / مثلما رأى “أوتانبشتم” سفينة “جلجامش” / لكن عطر أرض الزعفران الذي علق بثياب أصلح/ نقل نبأ وصوله إلى جدّه/ وقف الرجلان أمام بعضهما / سأل لقمان أصلحَ: / “من أنت؟ وما الذي جاء بك؟” / قال أصلح: “أنا جدي أصلحُ،/ وقد جئت باحثاً عنك / قطعت الفيافي الطوال، / وعبرت الجبال الشاهقة، / وقاتلت عمالقة الشرور، / وعبرت بحر مياه الموت، / من أجل الوصول أليك”.