Shop

فن الإصغاء للذات – جمال علي الحلاق صورة العالم مرةً أخرى ، أتكىء هنا على النظرية الفيزيائية التي تقول بأن الثقب الأسود بداية نفقٍ طويل يقود إلى ثقبٍ أبيض في كونٍ آخر ، أي ان ما يفنى من مادة الكون في الثقب الأسود يعاد انتاجها في كونٍ آخر عبر ثقبٍ أبيض ، و التاريخ البشريّ في النهاية ما هو إلا اعادة هضمٍ و تمثيل وصياغة متتالية للأفكار و البنى الاجتماعية ” . الكتاب ككل كان يتحدث عن ” قلق المنفتح ” كما عُنوِن ، متخذاً من المتنبي أنموذجاً و ماراً بتجارب المنفتحين على مر الزمان ، قام الكاتب بوصف معاناة المنفتح مع البيئة التي ترفض انفتاحه كلياً .. كان هناك الكثير من التكرار و اللف و الدوران حول نقطة واحدة .. لغة الكاتب بديعة جداً ، ما استوقفني بشكل عام هو القراءة الجديدة لاسطورة آدم و حواء ، و مقارنة خروج تولستوي من الارستقراطية بخروج آدم من الجنة ؛ مع انعدام عنصر الغواية .كذلك وقوفه عند قراءة الحلاج – والتي تمر علي للمرة الأولى – ما جاء تحت عنوان ” تحريف البداية الأولى ، أن دعوى التوحيد هي التي جعلت ابليس يمتنع عن السجود لآدم ، ولم تكن قضية نار أو طين ، فجعل ابليس هنا بمثابة المنفتح الذي طرد من منظومة ” الجنة ” لأنه خرج عنها .كتاب بديع ، يستحق القراءة دون شك “قفز ماركس إلى (نقد النقد) في لحظة كان الشارع فيها بحاجة الي نقد الدين أكثر، كان ينبغي أن يكون هناك إستمرار أو إيغال في نقد الدين، كشف جذور أرضية الإعتقاد، أرضية تشكل المنظومة المعرفية للدين أو أرضية تشكل العقل الديني أيضاً، لا أن يتم رفض الدين تماماً، كان الشارع بحاجة إلى تأثيث خطوة فيورباخ، لقد كان نيتشه الإمتداد الطبيعي الأكثر إتصالاً بفيورباخ من ماركس عندما فرش “أصل الأخلاق وفصلها” بعد أن أعلن موت الإله، كل إله.” الكتاب أشبه بالتجرد الذي قد يصل إلى درجة تشجيعك على الإدّعاء بالنبوة، وربما أكثر حساسية من هذا، كأن يطلب منك أن تكون رب نفسك! لا أعرف. لكن ما أعرفه أن الكتاب قادر على هزّ كل أفكارك وإسقاطها أو تحريكها بعنف. يستطع تغيير الذات من الأعماق، لا أعتقد بأنه يريد منك أن تتبع نهج أو فكرة معينة، هو فقط ينادي : “إني أعوذ بك يا عقلي من اليقين” . هو فقط يدعو الى التغيير أو النظر بعمق أكثر لما آمنا به عن تسليم مطلق. يتلقف الكاتب تجربة المتنبي والمعري والحلاج ومحمد بن عبدالله كنماذج أساسية في النزول أو الصعود كفلسفة تعاملية مع أفراد المجتمع. الكتاب فلسفي إجتماعي عميق جداً جداً، رغم ذلك فهو يمتاز بإسلوبه السهل والمفهوم الباعث على الترابط والإنسجام والتسلسل في الأفكار. كذلك يتطرق -بطريقة تعاطي جديدة- لمسألة زواج المثليين وحتى الزواج من الأخت والأم. جمال علي الحلاق يجعلك تشكك بكل ما تعلمته أو آمنت به (هذا ما حصل لي، على الأقل). الكتاب يعد فرصة جديدة لفتح باب العقل المليء بالغبار والصدأ الجاثم على قشرته، وإعادة قراءة وفهم كل شيء من جديد. وكذلك تناوله لفكرة جديدة بشكل مفاهيمي، هي أن الشيطان هو أول من دعا إلى وحدانية الله ورفض الشرك به، لكن الله قام بتحريف هذه القصة لينتج قصة تتناسب مع ما يريد، هو -الله- الذي دعا ولاول مرة للشرك به أو الوثنية إزاءه.الكتاب هزة قلبية ودماغية فظيعة وخطيرة جداً وحساسة.

الوزن 280 جرام
اسم المؤلف

جمال علي الحلاق

عدد الصفحات

232

الطبعة

1

سنة النشر

2014

اسم دار النشر

منشورات الجمل

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “فن الاصغاء للذات”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

فن الاصغاء للذات
This website uses cookies to improve your experience. By using this website you agree to our Data Protection Policy.
Read more