قلنا: إنّ مهية الزمان هو اتصال التقضّي والتجدد؛ أي أمر متّصل يلزمه التقضّي والتجدد؛ فلا يكون فيه شيء إلا وله تقدّم وتأخر، كالمتحرك؛ فإنه من حيث حركته التي فيها التقضّي والتجدد حاصل في الزمان ومن حيث ذاته التي لا تقدّم ولا تأخر فيها ليس في الزمان، بل معه، فالشيء الذي يكون في الزمان يلزم أن يتغير بتغير الزمان وما يكون مع الزمان لا يلزم أن يتغير بتغيّره؛ فلا يلزم من كونه تعالى مع الزمان كونُه فيه؛ لأن ذاته تقدّست منزّهة عن جميع أنواع التغيّر الذي بسببه يكون الشيء في الزمان.
عدد الصفحات | 344 |
---|---|
الكاتب | أبو نصر الفارابي |
تحقيق | علي أوجبي |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل |
سنة النشر | 2021 |