“غريب حيفاوي” العنوان الذي اختاره القدر لصاحبه ليعبر عن حال الفلسطيني داخل حدود الوطن وكأنه صفة لغربة الدار قبل غربة الروح.
في عملها هذا جعلت “ابتسام عازم” من المتخيل السردي وسيلة لإعادة تشييد وبناء الهوية الوجودية للفلسطينيين، وبذلك اقتربت أكثر فأكثر من النماذج المتقدمة والملتزمة لا في الرواية الفسلطينية فقط بل وفي الرواية العربية أيضاً. تقحم الرواية في تاريخ يفترض أنه حديث؛ فمن مدينة حيفا إلى مدينة يافا مروراً بالضفة الغربية تبرز الصورة بوضوح في مستويات من الإبداع مختلفة. فجاءت الرواية بمحمولاتها التاريخية والجغرافية نظاماً سردياً متواصلاً يحمل مستجدات الحالة الفلسطينية وحال عرب اسرائيل، أو فلسطينيو 48 وهي التسميات الشائعة في عالمنا العربي عن العرب الذين يعيشون داخل اسرائيل وكان “غريب حيفاوي” واحداُ من هؤلاء.
وعبر رحلة الآلام التي مشى فيها غريب حيفاوي على أرضه وتنقله من سجن إلى آخر، ومن مدينة إلى آخرى داخل حدود وطنه، تبحث الروائية عن حلقة مفقودة في علاقة العرب باسرائيل على لسان بطل روايتها “…تساءلت مراراً لماذا نحن واليهود الشرقيون بعيدون عن بعضنا إلى حد كبير على الرغم من تشابهنا إلى حد كبير؟ ص 42 من الرواية”. وفي هذا تشديد من الروائية على دور النقاش العام في إقامة ما من شأنه أن يجعل المجتمعات أقل ظلماً وهذا الواقع يحتم على طرفي النزاع الإختيار؛ ومواقف عدة، مختلفة ومتنافسة، يمكن الدفاع عن كل منها دفاعاً مقنعاً. وهذا يعني لبحث عن نموذج للعيش والإندماج، ولكن هذا لن يحصل ما دام الإسرائيلي لا يرى سوى وجوده هو “… وهكذا قالت أمي بعد أن أوصاها أبي بذلك. إحنا مهما وصلنا وصرنا بنظل عرب، لازم تفهم هالحكي… لو صرت محامي ولا طبيب أو شو ما كان… لو صرت حتى الله، بتظلك الله عربي وقيمته أقل بالنسبة إلهم. إنت مجرد خلقة عربي” ص 25 من الرواية”
هذا العمل متقن الصنعة، جديد أو ربما جرئ في طرحه من أجل عالم أكثر عدالة.
الوزن | 118 جرام |
---|---|
اسم المؤلف | ابتسام عازم |
عدد الصفحات | 96 |
سنة النشر | 2011 |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | الجمل |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.