الإسلام المعاصر، دين عالمي، منتشر في القارات الخمس، غالبًا ما يستلهم ماضيه. ولكن كيف كانت بدايائه؟ كيف ظهر القرآن؟ في أيّ عالَم؟ وإلى مَن توجَّه في البِداية؟
جاكلين الشابي تحاول الإجابة عن هذه التساولات من خلال دراسة استقصائيّة غير مسبوقة تكون في ذات الوقت أنتروبولوجيّة، السُنيّة، تاريخيّة واجتماعيّة. فهي تفع النصّ من جديد في سياقه الأصليّ. كما أنّها تقرأه طبقًا للمصادر العربيّة التي سبقته، وكذلك طبقًا للأرض، والمشاهد القبيعيّة، والشّعوب، والمؤسّات، والممارسات الدينيّة، والسّياسيّة، والثّقافيّة التي نما وترعرع بين أحضانها . وتقرأ، أيضًا طبقًا للكيفيّة التي نظر بها إليه أولئك الذين كانوا أوّل المسمعين إليه وأوّل المتقبّلين لرسالته.
لقد اعتمدت المؤلّفة على منهجيّة سليمة لتاريخ الأديان. منهجيّة بعيدة كلّ البعد عن الدغمائيّة وعن الازدراء، يحدوها فيها حذر شديد سمح لها أن تجنّب الدّراسات الدّاتية التي تهدف إلى الدّخول في روح النبيّة واستقراء ما يختلج فيها من مشاعر.
فالكتاب يعى بالأساس لاكتشاف الإسلام الأوّل، الذي ظلّ غامضًا غير معروف بشكل خاص. وطرافة هذه المقاربة تكمن في كونها تناول الإسلام والقرآن من خلال سياق محدّد، هو سياق الفبائل التي كانت تعيش وفق علاقات تضامن وتحالف لكي يتسنّى لها مجابهة محيط صحراويّ شاقّ في ظروف توقّر أدنى مقوّمات العيش.
عدد الصفحات | 576 |
---|---|
الكاتب | جاكلين الشابّي |
المترجم | ناصر بن رجب |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل |
سنة النشر | 2021 |