كتاب تويجات الدم تأليف الكاتب نغوجي واثيونغو. “تويجات الدم” هي رواية من الأدب الكيني فيها بصمات كينيا وشعبها وتأريخ نضاله الطويل وأيضاً نضاله ما بعد الإستقلال الذي كان أشق وأصعب عما سبقه.
فالكاتب الكيني “نفوجي واثيونغو” يتبنى في هذه الرواية الصراع الذي أفرزه الواقع السياسي ما بعد الإستقلال وما ترتب على ذلك من صراعات بين قوى الثورة والشعب من جهة والقوى المستفيدة والمتسلقة من جهة أخرى. لقد ناقش المؤلف وضع كينيا بعد الإستقلال من خلال شخصيات الرواية، فحاول أن يطرح نماذج أبطاله (منيرا- أيجا– كاريغا) وشخصيات ثانوية اخرى، وذلك بربطها بحركة التاريخ اليومية بحيث تكون لها انتماءات طبقية ترفد عوالم الرواية وتظهر شكلها الغني من زوايا فهم التاريخ وحركة الواقع.
(منيرا) هو مدير مدرسة انتماءه الطبقي ينتمي إلى عادات وسلوكيات عشائرية، تعيش ازدواجية السلوك والأفكار وهذه السلوكية دفعته إلى الإبتعاد عن ما هو مرتبط بحركة المجتمع اليومية، وبذلك عكس الراوي حياة شريحة اجتماعية ما تزال متأرجحة ضمن رؤية تجمع الماضي والحاضر.
أما (أنجا) فتاة المشرب التي فقدت وزنها النضالي في الوضع الجديد فظلت متعلقة بماضيها الذي اسدل الستار عليه وصار هامشياً؛ فتعيش حال من الإحتجاج على وضع أنكر عليها ماضيها النضالي وسد بوجهها سبل العيش الشريف. أما شخصية (كاريغا) النقابية أعطاها الراوي دوراً هاماً ومساحة كبيرة في نسخ وتحرك الرواية. لما لهذه الشخصية من أنشطة جماهيرية صارت مركزاً استقطاب للعمال وحركتهم وأخذت أبعاداً سياسية في هذا البلد، لذلك لم تلق هذه الشخصية أيضاً ترحاباً ومكانة تليق بها. لقد همشها النظام الجديد وصادر حريتها وأودعها السجن.
يمكن القول أن رواية “تويجات الدم” تجربة واقعية موضوعية في منطقة جغرافية تمثل ألواناً من حالات التخلف في العالم وعملية نضج لمرحلة مهدت للنهوض القومي لذلك البلد. فالرواية توضيح لحالة الفشل المؤقت لشخصيات العمل التي كان لها أن تكون أكثر فاعلية وتاثيراً في حركة المجتمع وأحداثه ومساره. إلا أن ظروف كينيا المعقدة، وظروف الشخصيات حالت دون ذلك لاعتبارات خضعت لقوة أكبر منها…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.