كتاب تراث الإسلام هو حلقة في سلسلة كتب تراث اليونان وتراث روما وتراث القرون الوسطى، وتراث الإسلام إلى هذا غني عن التعريف بعد أن أخذ مكانته المرجعية بين أمهات الكتب التي بحثت في الحضارة الإسلامية وما خلفته من مآثر ومكتشفات في العلوم العامة التي دفعت مدينة العالم إلى الإمام حتى العصر الحاضر.
وإنما الغرض من هذا الكتاب كشف النقاب عن العناصر المقتبسة من العالم الإسلامي، التي تشربت بها حضارة أوروبا، وبتفصيل أكثر، فإن تراث كل من روما وأثينا هو تراث توأم، تراث ثقافتين متحدثي الأصل انبعثت كل واحدة من مركز جغرافي معين.
أما تراث القرون الوسطى فهو تراث فترة من فترات تطور الحضارة الأوروبية الغربية.
ويمكن القول بأن الإسلام كان عاملاً جوهرياً لإيجاد التراث ورفع شأنه، ففي حماية الإمبراطورية الإسلامية ازدهرت العلوم والفنون الموصوفة في هذا الكتاب.
كانت جزيرة العرب مهبط الرسالة المحمدية، وكانت اللغة العربية هي السبب فيما احتوى هذا الكتاب، وكثيراً ما استعمل المؤلف لفظتا (الإسلام) و(العرب)، إحداهما محل الأخرى كمرادفين.
وكانت اللغة والديانة في أيام الخلافة الإسلامية العظمى وحدة غير قابلة للإنفصام، فالعربية هي (يونانية) العالم الإسلامي، وإن السحر الذي لم تتلكأ لغة العرب وآدابهم عن إشاعتها في أنفس المنقطعين إليهما، يكمن في وضوحها وبيانها الساحر، في حبها للكلام المستقيم المباشر.
وسيجد القارئ، في أمكنة من فصول هذا الكتاب أمثلة لما قدمه اللسان العربي إلى لغات أوروبا، وسيجد كم عاش من الكلمات العربية ليتطلع عليها ذلك اليوم الذي قتلتها فيه يد الرنيسانس الأوروبية، اللغويون وحدهم يعرفون ذلك، ماذا فعل الأطباء مثلاً بلفة (Soda) التي كانت عنواناً لأول مبحث من الكتاب الثالث في (قانون ابن سينا)؟.
تلك الرسالة التي تعتبر (رسالة عالمية في الصداع (Sermouniversalis de Soda) وإن هذا التحريف البربري لكلمة (صداع) أي وجع الرأس قد جاء رأساً من مادة الفعل (صَدَعَ) أي شق وفلق.
هذا وبالعودة، فقد ارتأى المؤلف أن يقصر فحوى هذا الكتاب على آثار الماضي، حيث أنه وفي الوقت الحاضر اعترضت حركة التجديد حركة الإصلاح، في العالم الإسلامي الديِّن.
وفي الوقت الحاضر صارت (المادية) تكتسح بالأيام والساعات أفكار الشرق وآدابه قد يكون من أكبر الرعونة، كما يذكر المؤلف، محاولة التنبؤ بما ستنكشف عنه الأحداث الآتية؛ فمن جهة ينكشف تاريخ الماضي لعلوم العرب والإسلام عن حيويتها الدافقة والفائقة رغم أنفق الهجمات المنصبة عليها من الداخل الخارج، ومن جهة أخرى تجد مبتدعات واسعة توصلت إليها الأقطار الإسلامية خلال السنوات الماضية.
وربما ساعد هذا الكتاب المطلّع الباحث على تحديد أهمية تلك التغييرات وتتبعها من مصادرها بعطف وإهتمام، أما النظام الذي تم إتباعه في كتابة الأسماء العربية فوفقاً لما صدفته الجمعية الآسيوية الملكية، هذا النظام قد يتسامح في تغييرات معينة يمكن أن يجدها القارئ بين آن وآخر في مختلف الفصول في كتاب من هذا النوع، حيث كل فصل فيه وحدة قائمة بذاتها تجد المواضيع وسير الكتاب تتكرر أكثر من مرة.
وقد يجد القارئ في مواضع أن مؤلفي الكتاب يختلفون في تحديد ميراث بعض المظاهر المألوفة في الشرق والغرب، وأن تبايناً في الرأي كهذا أكثر المؤلف تركه كما هو لتمكين القارئ من الإطلاع على وجهات النظر وتكوين رأيه الخاص.
الوزن | 1352 جرام |
---|---|
اسم المؤلف | سير توماس ارنولد |
اسم المترجم | جرجيس فتح الله |
عدد الصفحات | 680 |
سنة النشر | 2012 |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل ,دار آراس للطباعة والنشر |
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.