Shop

إن دفاعنا للقيام بهذا البحث هو ما تمثله الظاهرة الدينية بكل ما لديها من مفاعيل وتداعيات على المعيش اليومي، فالدين ليس مجموعة من الأفكار التي تسبح في فضاء تجريدي مطلق بحيث تكون العلاقة معه ذهنية عابرة ومباشرة، ليس هو معرفة علمية نستقيها بالملاحظة ونُخضعها لجهة صلاحيتها التفسيرية للمناهج المعرفية والمنظورات التجريبية وأدوات الرصد والتحقق، وأولا وأخيرا الدين ليس معطى مستقل عنا كأفراد. فالتجربة الدينية تنمّط الشعور، وتنمذج المتخيل وترسم أطر قَبْلية لآليات حكم ثابتة لدى الإنسان المتدين.

وعليه فإن إشكالية البحث تتمحور حول استبيان العلاقة بين الوحس كما يقدم نفسه كحدثٍ مفارق، وبين الأرضية السوسيوثقافية التي منحته إمكانه ومدى احتفاظه هذا الحدث المفارق بثبات بنيته المفهومي والمنطوقية أثناء انخراطه في السيرورة.

إن البحث يستدرج إلى ثمانية أقسام نعالج فيها التالي:
في القسم الأول؛ وهو بعنوان القَبْلي الأنطولوجي/ تجلّيات المقدس. وفيه سنعالج موضوع المقدس لجهة أنماط ظهوره وتجلّياته التي كانت سائدة في الجزيرة العربية.
القسم الثاني؛ وهو بعنوان القَبْلي الأنطولوجي/ المُرسِل. نعالج فكرة الله كما تمّ رسمها في المخيال العربي الإسلامي.
القسم الثالث؛ وهو بعنوان القَبْلي الأنطولوجي/ المُرسل إليه. فنعمد إلى استجلاء النماذج الرمزية السائدة آنذاك حول الأشخاص القادرين على الإنسلاخ من طور البشرية والتواصل مع المجهول القدسي.
أما القسم الرابع؛ وهو بعنوان القَبْلي الأنطولوجي/ المُرسِل. بمعنى الوسيط بين الله ومحمد، أو بين المرسِل والمُرسَل إليه.
وفي القسم الخامس؛ وهو بعنوان القَبْلي اللغوي. سنستعرض النصوص التي وصلتنا من سجع الكهّان، ومن بعض الخطب والشعر أيضاً.
أما بالنسبة للقسم السادس؛ وهو بعنوان القَبْلي المفهومي. يقودنا إلى تناول مفهوم [الكتاب]، حيث نجد أن فكرة الكتاب السماوي كانت معروفة بشكل واضح لدى عرب الجزيرة الذي كانوا قد دعيوا ب”الأمييّن”.
ننتقل إلى القسم السابع؛ وهو بعنوان السيرورة التاريخية لبنية النص منطوقا ومفهوما، إلى البحث في التحولات التاريخية التي شهدتها بُنية النص القرآني لجهة المفهوم ولجهة المنطوق.
أمّا القسم الثامن؛ وهو بعنوان الميثولوجية للحجر من ثقافة الرافدين حتى الإسلام، فقد خصصناه لتقديم نموذج جول القراءة الناسوتية لموضوع محدد يتصل بطقسية الحجر في الإسلام، حيث نمتن في هذا الفصل مدى الكاشفية التي يوفرها لنا هذا النوع من القراءة التي تتيح لنا الفهم التعليلي لظاهرة بعينها لا تنفك تقدك نفسها بشكل مُعطى مباشر غير قابل للتفسير بدون تتبع السياق التاريخي لنشأتها وصيرورتها، وهذا الإمكان توفره لنا القراءة الناسوتية.

الوزن 286 جرام
اسم المؤلف

عائشة عجينة

عدد الصفحات

256

الطبعة

1

سنة النشر

2015

اسم دار النشر

منشورات الجمل

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الوحي بين شروط وجوده وتحولاته”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الوحي بين شروط وجوده وتحولاته
This website uses cookies to improve your experience. By using this website you agree to our Data Protection Policy.
Read more