يدينا كتابٌ نادرٌ ونفيس من نوعٍ جديدٍ من الماجرية، ألّفه كاتبٌ مصريٌّ في منتصف القرن الرّابع عشر، ينقل فيه إلى مجتمع عصره – الذي أكثر في وصفه – قصصاً متنوّعةً ترجع إلى عصورٍ مختلفةٍ، كالعديد من “الأساطير المدنيّة” المحلّيّة، وهو يستخدم اللغة ذاتها وذات تقنيات السّرد التي اعتمدها كتاب ألف ليلة وليلة. غير أنّ الماجريات أكثر انغماساً واستغراقاً في الأمور الجنسيّة من ألف ليلة وليلة، جاء هذا الأمر بغرض محدّدٍ: أن تظهر في الفعل الجنسي متعةٌ مثل الهواء الذي نتنفسه يتقاسمها الشريكان في مساواةٍ تامّةٍ. إذ تفرد ماجريات هذا الكتاب الخمس والعشرون حيّزاً واسعاً للحبّ، ليس للعفيف منه وإنّما لما يرتبط بالممارسات الجنسيّة الصّاخبة، يرسم المؤلّف هذا الحبّ شهوانيّاً، مفعماً بالحياة. ويُظهر كيف يستمتع الجميع به دائماً إلى حدّ السّعادة والنّشوة، وكأنّ حضوره – بالنّسبة لكلا الشّريكين، نساءً ورجالاً – هو غاية الوجود ومنتهاه، لا تمثّل النّساء – هنا – أجساداً خاضعةً بل رؤوساً مفكّرةً؛ لأنّ العراقيل الكبرى تتموضع أمامهنّ، وفي وجوههنّ تتمترس الأحكام المسبقة، فيقلبن الأدوار وينتصرن على أولئك الرّجال الذين صلّتوا أنفسهم عليهنّ. هاته النّسوة يمكن أن يكنّ أرامل أو عازباتٍ، أو متزوّجاتٍ وهي الصّفة الغالبة، وهنّ يؤكّدن – عبر جهدهنّ وتفوّقهن – فقط على حقّهنّ في الإحترام والسعادة.
عدد الصفحات | 320 |
---|---|
قدّم له | أبو بكر الشّرايبي |
حقّقه و علّق عليه | إبراهيم العاقل |
الطبعة | 1 |
اسم دار النشر | منشورات الجمل |
سنة النشر | 2021 |