Shop

السيوطي” هو “عبد الرحمن بن أبي بكر بن ناصر الدين السيوطي الأصل، الصولوني الشافعي” ولد ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة (849هـ/1445م) وقضى حياته في القاهرة، ويقال أنه قد عاش في أواخر عصر المماليك البرجية أو الجراكسية، وهو عهد غلب عليه الاضطراب من جراء الفتن والمؤامرات التي أودت بحياة العديد من السلاطين، وقد عاصر السيوطي عدداً من السلاطين، ومنهم الأشرف قايتباي، وابنه الناصر.

وفي سن الأربعين انقطع السيوطي إلى العبادة والتأليف، تاركاً الإفتاء والتدريس، حيث ذكر أن مؤلفاته قد ناهزت الثلاثمائة  كتاب في التفسير والقراءات والحديث والفقه والأجزاء المفردة، والعربية، والآداب. كما وله مؤلفات عديدة في الشأن الجنسي منها “المستظرف في أخبار الجواري”، و”نزهة المتأمل ومرشد المتأهل في الخاطب والمتزوج” و”الوشاح في فوائد النكاح”.

و الكتاب الذي بين يدينا هو أحد أبواب هذا الأخير، وهو عبارة عن معجم لغوي ذكر فيه السيوطي أسماء الجماع وآلاته وذلك بعد أن قسم هذه الألفاظ والمفردات على أربعة أقسام هي على التوالي: في أسماء النكاح، في أسماء الذكر، في أسماء الفرج، في اللغات المتعلقة بأفعال الجماع. وقد استقصى السيوطي مادة معجمه هذا من مصادر شتى منها: أ-كتاب المعاني، وأهمها: المخصص” لابن سيده، و”فقه اللغة” للثعالبي، “خلق الإنسان” للأصمعي، و”النوادر” لأبي زيد الأنصاري،  كتاب “ابن القطاع” الموسوم بـ”الأفعال”، وكتابه في أسماء الجماع الذي أفرغ المصنف جزءاً كبيراً منه في كتابه “الوشاح في فوائد النكاح”، و”الأفعال” لابن القوطية.

وتكمن قيمة هذا المصنف، زيادة عن كونه حفظ لنا جزءاً هاماً من  كتاب ابن القطاع الضائع في أسماء الباه، في كونه معجماً مختصاً بأتم معنى الكلمة، حيث أنه مزج بين فنين متمايزين من فنون التأليف اللغوي: خلق الإنسان والأفعال، بحيث جمع بين الفعل والآلة التي تضطلع بهذا الفعل.

ولو شئنا أن نفصل القول في مادة هذا المعجم لتطلب منا ذلك حيزاً كثيراً، ولذلك فإننا سنكتفي بالإشارة إلى ندرة صيغة المشاركة في أبنية الأفعال الدالة على الجماع، وتواتر التركيب المكون من فهل وفاعل ومفعول، يضطلع فهيا المذكر دوماً بوظيفة الفاعل حتى عندما يتعلق الأمر بأفعال تقوم أساساً على المشاركة، كما هو الحال مثلاً مع التقبيل والترشف، والمداعبة والملاعبة.

وبالنظر لندرة  الكتب التي جاءت في معنى هذا  الكتاب، وانطلاقاً من فكرة أنه الوحيد من نوعه فقد اعتنى “فرج الحوار” بتحقيقه معتمداً على مخطوطة  كتاب “الوشاح في فضل النكاح” المحفوظة بالمكتبة الوطنية التونسية، فاهتم أولاً: بضبط متن المخطوط وتقويمة دون أ، يمس به أو يحذف أي شيء منه تحت أية ذريعة كانت، إلا أنه تصرف في توزيع مادته وفقاً لاعتبارات تنظيمية (من قبيل إخضاع المتن للترتيب الألفبائي-باعتبار بداية الكلمات ونهايتها، علماً بأن المصنف اعتبر في ترتيبه بداية الكلمات “لما كان ذلك ممكناً”، أو معنوية بتوزيع مادة المتن وفقاً لمحاور معينة. وقد نال هذا التصرف كافة أبواب  الكتاب، وبدرجة خاصة القسم الرابع والأخير منه حيث ارتأى أن يرتب مادة هذا القسم وفقاً لثلاث اعتبارات: المؤنت، والمذكر، والمشترك، وقد عمد في الحواشي، فضلاً عن الإحالة على مصادر التحقيق، إلى تكثيف الشواهد الشعرية والنثرية على حد السواء.

ثانياً: ضبط الأشعار ضبطاً كاملاً، وردها إلى مواضعها في دواوين أصحابها، أو في كتب الأدب كلما أمكن ذلك. ثالثاً: اكتفى بالتعريف، من ضمن الأعلام، بالمصنفين من شعراء ولغويين ومؤرخين، وغيرهم. رابعاً: قسم المتن إلى وحدات لفظية ورقمها، وأحال في الفهارس على تلك الأرقام لتيسير الرجوع إليها.

خامساً: ذيل  الكتاب بمجموعة من الفهارس الفنية التي تساعد القارئ والباحث، مراعياً خصوصية الكتاب، وجملتها خمسة عشر فهرساً، وهي: 1-فهرس الآيات القرآنية، 2-فهرس القوافي والأرجاز، 3-فهرس لغوي عام، 4-فهرس معجم السيوطي، 5-فهرس ما انفرد به ابن القطاع من أفعال، 6-فهرس معجم ابن القطاع، وهو فهرس عامة الأفعال، 7-فهرس المجاز والكناية، 8-فهرس نكاح الحيوان، 9-فهرس المشترك بين الإنسان والحيوان، 10-فهرس الأسماء التي لا أفعال لها، 11-فهرس خلق الإنسان والحيوان، 12-فهرس الأسماء المكتاة والمبناة والمثناة، 13-فهرس الأعلام، 14-فهرس الحيوان، 15-فهرس  الكتب الواردة في المتن.

الوزن 540 جرام
تحرير و تحقيق

فرج الحوار

عدد الصفحات

412

سنة النشر

2011

الطبعة

1

اسم دار النشر

الجمل

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الجنس عند العرب 4”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الجنس عند العرب 4
This website uses cookies to improve your experience. By using this website you agree to our Data Protection Policy.
Read more